شقيق الزيدي: مثل أمام قاض مجهول في محكمة مجهولة وبحضور محام منتدب من الحكومة أشادت صحف رسمية سورية الأربعاء بما أقدم عليه الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش بحذائه, وذلك في أول موقف رسمي سوري حول الحادثة, فيما أعلن في بغداد أن محاكمة الزيدي تبدأ اليوم.
وكان الزيدي (28 عاما) قذف بوش بفردتي حذائه واحدة تلو الأخرى في بغداد خلال مؤتمر صحفي مشترك معر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وقالت صحيفة "تشرين" الرسمية في افتتاحيتها إن بوش " لم يكن يتخيل ولا حتى في أحلامه أن ينهي ولايته الرئاسية الثانية بهذا المشهد غير المألوف, بأن يخرج عربي شجاع من وسط الصحفيين ليرجمه بالحذاء".
واعتبرت الصحيفة أن المنتظر استقبل وودع الرئيس الأمريكي "بما يستحق", مضيفة أن "منتظر لم يكن وحده في قاعة المؤتمر الصحفي (..) بل كان يقف على يمينه ويساره وخلفه وأمامه أيتام العراق والأرامل والثكالى وشعب عربي يمتد على حدود الوطن الكبير".
و ورأت تشرين أن تاريخ 14 كانون الأول عام 2008, وهو يوم قذف بوش بالحذاء, "سيظل راسخا ليس في مذكرات جورج فقط, بل في التاريخ. وسيقف منتظر الزيدي إلى جوار كل من وقف في وجه الطغاة والإرهابيين والمجرمين".
من جهتها, "قالت صحيفة "الثورة" الرسمية في افتتاحيتها إن الرئيس جورج بوش "حظي بالوداع الذي يليق به في زيارته الأخيرة للعراق الذي دمّره وشرّد شعبه واحتل أرضه ونهب ثرواته".
وأكدت الصحيفة على أن هذه الحادثة ليست موجهة للشعب الأمريكي بل لبوش وسياساته, مشيرة إلى أن ردود الفعل والصدى الكبير الذي لقيته هذه الحادثة رغم أن هناك حوادث سابقة لم تترك كل هذا الأثر, يعود إلى أنها " كلمة حق في وجه سلطان جائر".
وبعيد الحادثة التي وقعت يوم الاحد الماضي بدأ الناس بتناقل منقطع فيديو يظهر بوش وهو يتفادى فردتي الحذائين, كما ظهرت في اليوم التالي مئات قصائد المديح والألعاب الإلكترونية التي تتيح للعابين قذف بوش بالحذاء.
وانتقدت "الثورة" بشدة تعرض الزيدي للضرب على يد رجال الأمن في قاعة المؤتمر الصحفي, واعتبرته "ردة فعل وحشية" على أساس أن ما قام به الزيدي " لا يستحق ردة الفعل الأمنية العنيفة أبداً".
وكان شقيق الصحفي العراقي قال إن منتظر أصيب بكسر في يده وكسور في أضلاعه, كما قال صحفيون إنهم شاهدوا دماء في المكان الذي اقتيد منه الزيدي إلى خارج قاعة المؤتمر الصحفي.
وفي سياق متصل,
وأضاف عدي في تصريح تلفزيوني أن شقيقه منتظر اتصل بالعائلة أمس الثلاثاء، وأبلغهم أنه سيمثل للمحاكمة الأربعاء طالبا وطلب منهم إحضار محامين للدفاع عنه..
وكان من المفترض أن يمثل الزيدي أمام المحكمة الجنائية المركزية في بغداد بتهمة "إهانة رئيس دولة زائر"، وهي تهمة تحتمل عقوبة سجن أقصاها عامان وأقلها غرامة مالية.
وقال عدي إن أقوال شقيقه "صدقت أمام القاضي بحضور محام انتدبته الحكومة للزيدي، بناء على المادة 223، التي تصل العقوبة فيها إلى السجن سبع سنوات، رغم أن محاسبته يجب أن تكون بناء على المادة 227، التي تصل عقوبتها القصوى إلى سنتين فقط".
وحول رشق بوش بالحذاء الزيدي إلى شخصية وطنية وبطل قومي عند الكثير من العراقيين والعرب, وأبدى عشرات الآلاف تأييدهم للزيدي, فيما طالب آلاف المتظاهرين العراقيين بإطلاق سراحه ورشقوا الدوريات الأمريكية بأحذيتهم.