اريد حسنة ......

موضوع: اريد حسنة ...... الخميس نوفمبر 06, 2008 10:32 pm

كنت يوم ما أقف أمام بائع خضار لأشتري ليمون
وبعد أن قمت بوضع الليمون في الكفة أعطيته الكفة
وقلت له:أريد نصف كيلو ، فوضع الليمون في كفة والمكيال في كفة
فإذا بكفة المكيال مازالت راجحة ،
فأتي بليمونة صغيرة فوضعها ، فإذا بكفة الليمون ترجح كفة المكيال...!!!

فوقفت

ونظرت وتأملت فتذكرت أمرا خطيرا كاد قلبي منه أن ينخلع
قلت في نفسي:ليمونة صغيرة لا تساوي شيئا هي التي كانت سببا في رجحان كفة الليمون عن كفة المكيال.

سبحان الله....

فتخيلت نفسي وقد وافاني الأجل ، جاء الموت فجأة بدون مقدمات ، فتوقف عملي ، وأدخلت قبري ، وبقيت وحدي ، وليس معي شيء سوي عملي....
ثم نفخ في الصور ليبعث من في القبور ، فقمت وحدي انظر حولي لا أجد أبي ولا أمي ، ولا أخي ولا خالي ولا عمي ، ولا حبيبي ولا صحبي ، كلهم يقفون في ذل وخوف مما ينتظرون ، كل مشتغل بنفسه عن غيره ، وقد اقتربت الشمس من الرءوس وتصبب العرق ، وطال القيام وتضرع الخلق لله ، واستشفعوا برسل الله أن يبدأ الحساب في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
انشقت السماء وتفجر الماء وبرق البصر وخسف القمر (وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأني له الذكري).
يبدأ الحساب كل واحد ينادي عليه باسمه ليقف بين يدي ربه ليكلمه ويشهده علي ما فعلته يداه ، وما مشته رجلاه وما سمعته أذناه ، وما تكلمت به شفتاه ، وما ملأ بطنه وجني فرجه... نعم يكلمه الله ويقول له:
عبدي فعلت كذا وكذا يوم كذا وكذا...؟؟!!!
عبدي فعلت كذا وكذا في يوم كذا وكذا...؟؟!!!

فيعرض عليه ذنوبه ومعاصيه التي كان يسر بها ويجهر ويفرح بها ويمرح.. كل ذنوبه صغيرها وكبيرها ، عظيمها وحقيرها ، يجد ذلك كله في كتاب
(لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)

فيجد أعمالا ما كان يبالي بها كتبت عليه وحوسب عليها حتي النظرة حتي الكلمة حتي اللمسة..!!
ثم تخيلت نفسي أمام ميزاني ، وقد وضعت أعمالي هنا حسناتي وهناك سيئاتي!!
فقلت لنفسي:ما هذه الأعمال التي عملتها لتوضع في كفة الحسنات مقابل كل هذه السيئات التي أبارز الله بها ليل نهار بلا استحياء
( إضاعة صلاة ، وإهمال في الزكاة ، وعقوق للوالدين ، وغيبة ونميمة ، وشتم ولعن ، وسخرية واستهزاء ، تبرج ، مقابلات ومكالمات ، تدخين وإدمان ، حب وعشق وزنا..........)

يغرقني في نعمه وأنا أعطيه بها !!

يا رب تب علينا وسامحنا ولا تقبض أرواحنا إلا وأنت راضي عنا

ثم تصورت نفسي أقف بين يدي ميزاني أرقب بعيني وبعقلي وبقلبي أعمالي وهي توزن لي أو علي...
توضع الحسنات في كفة فترجح كفتها ، ثم توضع السيئات فترجح كفتها..توضع الصلاة فتوضع الغيبة والنميمة ، توضع الزكاة أو الصيام فيوضع عقوق الوالدين والتبرج والحب الحرام ..............
والميزان يترنح أمامي ، وقلبي يعلو ويهبط مع الميزان ثم تخيلت نفسي وقد رجحت كفة سيئاتي علي كفة حسناتي وبقيت لي حسنة ليثقل ميزاني فأنجو من النار وأدخل الجنة ، أريد حسنة أدخل بها الجنة ، أريد حسنة أنجو بها من النار أريد حسنة أنجو بها من غضب الله الجبار....
أريد حسنة .. أبي أريد حسنة ، أمي أريد حسنة ، أخي أريد حسنة ،
أختي أريد حسنة ، زوجتي أريد حسنة ، ولدي أريد حسنة.

يا رب أريد حسنة

أريد حسنة

ولكن هيهات هيهات ...

لن يعطيك أحدا حسنة ولا نصف حسنة ، فكل واحد مشغول بميزانه ولن يستغني أحد منهم عن حسنة لك ، ولو كنت أحب الناس إليه ولو كنت فعلت في الدنيا كل ما يرضيه ، نعم سيفر منك ، سيهرب الجميع منك ، الكل يقول: نفسي نفسي

(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل إمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)
وعندها تتمني ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) بلا جدوي
وعندها تتحسر ( ياليتني قدمت لحياتي ) بلا جدوي
وقتها تقول ( يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله )
وقتها تقول ( لو أن لي كرة فأكون من المحسنين )
وعندها تندم يوم لا ينفع الندم ولا البكاء ولا الحسرة.

هذا لمن يريد حسنة ، فكيف بمن يريد حسنات؟؟!!.. كيف بمن لا يجد في حياته غير السيئات..
كيف بمن كل همه في هذه الدنيا جمع المال أو حفلة أ فيلم أو أغنية أو مباراة أو فتاة أو شاب أو ملابس أو عطر أو مكياج أو زينة أو سيجارة ...

أعلم أخي ، أعلمي أختي لعل عملا واحدا من هذه الأعمال أو غيرها تكون سببا في رجحان كفة السيئات.
أخي ، أختي إنا لا نقدر علي النار ، ولا نطيق غضب الجبار
أخي ، أختي تذكروا ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره )
( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا )

( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية )

أخي ، أختي الشهوة لحظة متعة..تتبعها ساعات ندم..

نعم لا يستحق شاب أو فتاة ، لا تستحق أغنية أ فيلم ، لا تستحق الدنيا كلها أن أفرط من أجلها في رضا ربي عز وجل ، فالدنيا دار امتحان لنا لا بقاء ولا تنعم دائم فيها ، والأخرة هي دار السعادة هي دار النعيم لمن أرضي الله عز وجل ونهي نفسه عن الهوي.

إخواني وأخواتي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، وأستعدوا للقاء الله والعرض عليه.
فهيا بنا لنجعل همنا رضا ربنا ، هيا بنا نعاهد ربنا أن نشغل أنفسنا بما يرضيه عنا لأنك لا تدري متي ستموت وعلي أي حال سوف تلقي الله فأحذر أخي وأحذري أختي أن نموت علي حال لا يرضي الله عنا.
واعلموا أن من عاش علي شيء مات عليه ، ومن مات علي شيء بعث عليه.

إخواني وأخواتي اجعلوا حياتكم كلها طاعة لله ، ولا تحقروا من المعروف شيئا فرب شربة لعطشان أو تمرة لجوعان أو مسحة علي رأس يتيم أو قرش أنفقته أو يوم صمته أو أذي وجدته في الطريق أذلته أو تسبيحه سبحتها أو صلاة صليتها أو نصيحة أديتها أو كلمة طيبة قلتها أو تسليمه سلمتها أو ابتسامة أظهرتها أو دعوة دعوتها أو معصية من أجل الله وحبا في رسول الله تركتها..
لعل واحدة من هذه تثقل ميزانك وترضي عنك ربك فتدخلك الجنة وتبعدك عن النار.
هيا أعمل هيا أعملي ولا تضيع لحظة من عمرك فتندم عليها يوم القيامة ، فالموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل.

ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا

فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا

موضوعك جميل بس ممكن تكبري الخط